قال الشيخ سلمان العودة فك الله أسره لشيخه : لقد قرأت الكتاب الذي أعطيتني .. ولم أجد له أثرا في عقلي وفكري .. لم أجد أي تغير فيّ !
أثر كتاب ..
قال الشيخ سلمان العودة فك الله أسره لشيخه : لقد قرأت الكتاب الذي أعطيتني .. ولم أجد له أثرا في عقلي وفكري .. لم أجد أي تغير فيّ !
فقدَّم له الشيخ تمرة .. وقال له .. كلها ..
فأكلها .. ثم سأله : أين هي التمرة الآن .. هل حدث فيك شيء .. هل لاحظت وزنك ازداد .. أو تغير فيك شيء ؟
قال .. لا .
قال الشيخ : مع أن التمرة قد دخلت في جوفك .. وهضمت وتحولت إلى لحم ودم وعضلات .. أليس كذلك ؟
قال .. نعم .. هذا صحيح .
قال الشيخ : وكذلك الكتاب الذي قرأته .. وإن لم تلحظ بعد قراءته أي تغير طرأ عليك .. قد تحول إلى أفكار وآراء وعقائد وقناعات لم تشعر بها !
كنت في مرحلة من العمر .. أقرأ كثيرا ولا ألحظ على عقلي وفكري شيئا يذكر من التغير .. فشككت في فهمي وعقلي .. وساء ظني في نفسي .. إلى أن جاء يوم .. وقع في يدي دفتر قديم كنت أكتب فيه ما يعنُّ لي من أفكار وخواطر .. وحين بدأت أقرأ فيه .. تعجبت .. تعجبت من سذاجة وسخف الأفكار والخواطر المكتوبة فيه .. وعلمت كم تغير فكري عن ذي قبل .. وتيقنت أن القراءة تغيرنا يقينا .. تغيرنا ببطء .. بطء شديد .. كما تفعل عوامل النحت والتعرية في تضاريس الطبيعة .. عمل بطيء جدا .. ولكنه دؤوب ومثابر ومؤكد الأثر .
