كيف تم تمزيق مُلك كسرى

تولت أبنة كسرى الثانية “أزمريدخت” العرش بعد أختها ، و للخروج من حالة الفوضى ، أقترح عليها أحد الجنرالات و أسمه “فروخ” ، أقترح عليها أن تتزوجه ، لكنها رفضت و قامت بقتله ، فجاء إبن ذلك الجنرال “رستم بن فروخ” ، و حاصر المدائن بجيشه و قبض على الملكة ، و قام بفقء عينيها ، ثم قتلها … كل ذلك حصل خلال أشهر من توليها العرش ، أيضاً عام 631م.
ثم جاء “هرمزد الرابع” و هو ليس من سلالة “كسرى” بل من إحدى العائلات النبيلة ، و أستغل الوضع و نصب نفسه ملكاً في أحد الأرجاء ، و أستتبعه عدة من الطامحين في العائلات النبيلة في مناطقهم.
هل أنتهى التمزيق ؟
.. لا ..
إذ تم تنصيب حفيد آخر لكسرى ، هذا الحفيد هو “يزدجر الثالث” ، آخر ملوك فارس.
نصبوه في 632م ، و هو مراهق في السادسة عشرة ، و قائداً جيشه هما “رستم” و “فيروز” .. و هذين الإثنين كان بينهما مشاحنات و خصام ، لكنهما أتحدا من أجل الملك الجديد ، من أجل إعطاء أمل للنهوض .
و إذا بسيوف الجيوش الإسلامية تدق أبواب فارس ، أبتدأ الهجوم على الأراضي الفارسية بعد سنة واحدة من تنصيب المراهق ، أي في 633م و أستمرت ثلاث سنوات ، فطلب ملك “كسري” صلح و حلف مع الروم ضد العدو المشترك و هم المسلمون ، و بالرغم أن هرقل وافق على التحالف إلا أن الحلف باء بالفشل بسبب غباء “يزدجر” ..!!
ثم بعد ثلاث سنوات فقط ، عام 636م ، جاءت معركة (القادسية) ، فيها تم نُحِر الفرس مع أفيالهم ، و المسلمين يتقدمون نحو (المدائن).
“يزدجر” هرب ، و أستمر يهرب من مقاطعة فارسية إلى أخرى .. من قرية إلى قرية .. لمدة خمسة عشر سنة ..!!
لتكملة القصة اضغط على الرقم 5 في السطر التالي 👇
في سنة 651م ، لجأ “يزدجر” إلى أحداً مقاطعات (خراسان) ، و كان حاكمها قد خسر أبناءه في حروب الفرس الفاشلة ، لذلك كان يحمل في صدره ما يحمل من الحقد على كسرى ، أرسل هذا الحاكم رجلاً إلى مقر إقامة “يزدجر” ، و عاجله بطعنة سكين في بطنه ، ثم جرده من ملابسه و مجوهراته ، وتركه يصارع الموت عارياً ..!!
وهكذا مات آخر ملوك الفرس ، مطعوناً في بطنه عريان ، كما مات جده تحت السهام ذليلاً مقهوراً و عطشاناً.
هذا هو التمزيق الإلهي.
المصدر :
– البداية و النهاية/ج4/ – إبن كثير