حكاية ~صراع الجبابر

وصل الجميع في رحلتهم الى أماكن لم تطأها من قبل أقدام الأحياء ..
فلقد بلغوا نهر الموتى .. وكان نهراً غامضاً لا ترى ضفته الأخرى من شدة الضباب ..
قالت زينة :
هذا النهر لا يعبره إلا الموتى ..
في تلك الأثناء..
شاهد يوزار على الأرض قطعةً نقديةً من الذهب الأحمر النادر .. فحملها ووضعها في جيبه ..
ثم تقدم أحد الجنود ليخوض مياه النهر فنادته زينة بأن لا يفعل ..
وهنا..
اقترب غرابٌ من النهر وحاول الطيران فوقه .. وما إن فعل ذلك حتى سقط جثةً هامدة !!!
فأشارت زينة الى الجندي وأوضحت له أن حاله كان سيكون كحال هذا الغراب تماما ..
قال الجندي :
وكيف سنعبر النهر ؟؟
ردت زينة :
الطريقة الوحيدة هي أن نستقلّ قارب (الخفير) ..
قال الجميع :
وما الخفير ؟؟
أجابت زينة :
إنه شيطانٌ مكلفٌ بإيصال الأرواح الضالة الى الضفة الأخرى ..
ولكن لكي تصعد على متن قاربه فعليك أن تدفع له ..
هنا.. أخرج يوزار قطعة النقد التي عثر عليها وقال :
ما باليد حيلة ..
ثم رماها في النهر ..
وماهي إلا لحظات.. حتى انشق جدار الضباب بواسطة قاربٍ عتيق يقوده مخلوقٌ مقنّع لا تظهر منه سوى عيناه الصفراوان ..
قالت زينة :
اركبوا ولا تنظروا الى عينيه أو تنطقوا بحرفٍ واحدٍ أبدا ..
ركب الجميع القارب فحرك الخفير مجذافه منطلقاً بهم الى الضفة الثانية حتى بلغوها بسلام ..
فنزلوا وابتعدوا عن النهر المخيف ..
قالت زينة لمروان :
أنت تعلم أن قطعة النقد التي عثرت عليها هي هديةٌ من زحل ..
قال :
أجل … ولذلك قلت عندما رميتها (ما باليد حيلة) ..
قالت :
وكذلك عندما اختطفت العين من العرافات ، فلقد تحركت أنت بسرعةٍ تضاهي سرعة جن الأقدار ..
قال :
أعرف ما تحاولين قوله .. وجوابي سيبقى دائماً هو (لا) …
لن أرضخ لطبيعتي الجنيّة .. وسأظل دائماً وفياً لجانبي البشري ..
قالت :
سنرى بهذا الشأن في قادم المواعيد ..
.
.
وصل الجميع أخيراً الى نهاية رحلتهم ..