حكاية ~صراع الجبابر

فقد تسابق الجميع لبناء ذلك التمثال الذي يحتاج لإتمامه في الظروف الطبيعية الى عشرين عاما ، لكنهم أكملوه بعد خمس سنواتٍ فقط .. مكلّفاً إياهم إزهاق خمسةٍ من أرواح شبابهم وشاباتهم كأضاحي لمارد البحار ..
أما بالنسبة لزحل..
فبعد أن علم بما فعله شقيقه , شعر بالحزن الشديد ..
ولم يعد له طاقةٌ على مواجهة شقيف وقوته المتعاظمة ..
حيث أن شقيف يستمد طاقته من الخوف الذي يزرعه في نفوس البشر .. وهلعهم المتزايد منه ومن شياطينه ..
بينما تستند طاقة زحل على مشاعر الحب المتبادلة بينه وبين الناس ..
لذا فقد قرر زحل الإنطواء في مملكته ولم يعد ينزل الى الأرض أبدا ..
أما بالنسبة لزوجة زحل ..
فقد حملها النهر بعيداً الى عرض المحيط .. وكانت متمسكةً بجذع شجرةٍ صغيرة وهي تناضل للبقاء على قيد الحياة ..
حتى عثر عليها صياد ما بزورقه الصغير ..
فحملها معه وعاد الى زوجته .. وكانا يقطنان بمفردهما في جزيرةٍ منعزلة بعيدة عن مملكة ساران ..
وهناك .. اكتشف الصياد وزوجته أن المرأة حامل !!!
لكنها كانت قد أصيبت بصدمةٍ فلم تعد تتذكر أي شيئٍ عن ماضيها ..
وبعد عدة شهور..
وضعت زوجة زحل طفلاً ذكراً لكنها فارقت الحياة عند ولادته ..
فقام الصياد وزوجته بتربية الطفل والإعتناء به واعتبراه طفلهما الذي لم يرزقا به .. وقد أسمياه (يوزار) ..
وبعد خمسٍ وعشرين عاما..
كبر يوزار حتى أصبح شاباً قوياً يحترف صيد السمك مع والديه ..
وفي أحد الايام..
كان يوزار يقود قارب الصيد رفقة والديه حتى اقتربوا من شواطئ مملكة ساران ..
فشاهدوا تمثال شقيف الهائل .. الذي أمر شقيف سكان المملكة ببنائه فاستجابوا له خوفاً منه ..
لكن بعض المتمردين المقهورين من الذين فقدوا أحبتهم كتضحيات لمارد البحار , قد طفح بهم الكيل .. فقاموا بتدمير التمثال حتى أسقطوه في عرض البحر ..
وما إن فعلوا ذلك .. حتى ظهر لهم شقيف كدخانٍ أسود انبثق من عنان السماء .. ويبدو عليه الإنزعاج والحنق الشديد ..
فأومأ بيده فخرجت من العدم شياطينٌ مخيفة تطير بأجنحةٍ من الجلد ..
قامت تلك الشياطين بمهاجمة المتمردين حتى قضت عليهم جميعا ..
ثم التفت شقيف الى الساحل وحول غضبه الى البحر فأثار موجةً عارمة اكتسحت سفن الصيد المتواجدة فحطمتها ..
حتى أن الموجة أدركت قارب يوزار فقلبته .. فكان أن قضى والديه نحبهما غرقا ..
وعبثاً حاول يوزار إنقاذهما فلم يفلح .. حتى فقد وعيه وهو متعلقٌ بأحد البراميل الخشبية الطافية على سطح الماء ..
وأثناء ذلك..
مرت سفينةٌ حربية تابعة لملك ساران وقام طاقمها بإنقاذ يوزار..
ثم تم اقتياده الى قصر الملك ..
وهناك أبلغ الجنود ملكهم أن يوزار هو الناجي الوحيد من هجوم شقيف الأخير .. فتعجب الملك وتطلع الى يوزار ثم سأله :
من تكون يا فتى ؟؟ وكيف تمكنت من النجاة من هجوم شقيف ؟؟
لكن فجأة.. وقبل أن يتمكن يوزار من الإجابة … انبثق من تحت الأرض دخانٌ أسود سرعان ما تشكّل على هيئة الجني شقيف ..
فحاول بعض الجنود المحيطين يوزار مهاجمة ذلك الجني .. لكن شقيف رد الهجمة عليهم فشملهم بموجةٍ من الدخان الغريب .. وكان يوزار من ضمن المشمولين بذلك الدخان ..
فما انكشف الدخان إلا عن مصرع هؤلاء الجنود … باستثناء يوزار الذي ظل واقفا !!!
ذهل شقيف وتمعن مطوّلاً في عينيّ يوزار ثم قال :
لو لم أرَ ذلك بعيني لم أكن لأصدقه !!!!
تلى ذلك أن التفت شقيف الى الملك وصاح :
لتكملة القصة اضغط على الرقم 4 في السطر التالي 👇