حكاية ( الشاب محروس والتنين ذو التسعة رؤوس )

قال محروس ذلك وهو يفتح أمامهم الكيس الذي يحوي على ألسن الرؤوس التسعة ..
لم يكن الجميع بحاجة الى دليل .. فكلهم قد شاهدوا البطل محروس عندما أجهز على التنين وهو في الجو .. لكنهم صدموا من دجل وخداع فارسهم رستم الذي اقترب من الأميرة وقال بعصبية مفرطة :
فليكن ما يكون .. سأقبّل الأميرة وستكون لي أنا وحدي ..
صاح عليه محروس :
تمهل يا هذا فأنت تحتاج أولاً الى خاتم الذهب قبل ذلك ..
لكن رستم لم يصغِ إليه بل سارع الى تقبيل الأميرة .. وما إن فعل ذلك حتى رفع راسه بقوة وأمسك رقبته وكأنه يطلب الهواء .. ثم تيبس جلده بسرعة رهيبة وتساقط شعر راسه وجحظت عيناه حتى غارتا داخل محجريه .. تلاها إن سقط على الأرض هيكلاً عظميا ..
آنذاك .. تقدم محروس وهو يجر أنفاسه بقلق وتوتر بعد المشهد الذي رآه أمامه للتو ..
لكنه ما إن اقترب من الأميرة ونظر إليها .. حتى سحره جمالها الباهر .. فزال قلقه وداخله الأمل والإرتياح ..
أخرج الخاتم ..
تمعن فيه قليلا ..
ثم ألبسها إياه ..
وبعد ذلك قبّلها ..
فكانت المفاجأة المتوقعة ..
لقد فتحت الأميرة عينيها ..
نظرت الى محروس مباشرةً ..
لم تنظر إلى غيره رغم ازدحام الغرفة ..
كانت تعرف من كل قلبها إنه هو منقذها ..
إبتسمت له ..
ثم مدت له يدها ..
فأمسكها .. وسار معها الى خارج البرج ..
ثم حملها وطار بها الى مملكتها التي غابت عنها منذ أكثر من ثلاثين سنة ..
وهناك ..
قابلت والديها اللذين لم يفقدا الأمل يوماً في رؤية ابنتهما مجدداً رغم تقدمهما في العمر ..
فعادت الأفراح والمسرات الى ربوع المملكة بعد أن هجرتها منذ غياب الأميرة ..
تلك الأميرة التي تزوجت بعد ذلك بمنقذها محروس ، قاتل التنين ذو التسعة رؤوس ..
وهكذا .. نجح محروس فيما سعى إليه وتمناه ..
وبالعزيمة والإصرار ، أفلح في تحقيق مسعاه ..
النهاية
أتمنى أن تنال إعجاب القراء… مع تحيات قصص وعبر وحكم