"العروسة هربت ليلة فرحها" موقف ممكن يحط راس عيلة كاملة في الأرض، يخلي الأب ضهره يتكسر والأم تنهار والناس تفضل تاكل في لحمهم الى أن يشاء الله... بس انا مكنش كل ده في دماغي، انا كل اللي كان في دماغي وليد اللي سرق حتة من روحي، وليد اللي كان عبارة عن شريان الحياة بالنسبالي، لسة فاكرة أول مرة شوفته فيها في الجامعة، ولسة فاكرة ابتسامته اللي سحرتني وخلتني عاملة زي التايهة، وبدأت رحلة حب من الطراز الأول.. ومع الوقت تحول الحب لعشق، وكأن وليد بقا عبارة عن سائل بيجري في شراييني مع الدم، وفضلنا مكملين اولى وتانية وتالتة ورابعة.. حتى بعد ما اتخرجنا، كنا بنتقابل كتير، كان شاعر بيقدر يسحرني بكلماته ويخليني أعيش في عالم الحوريات، والشِعر ظهر في عنيه قبل كلماته.. بس وليد اتأخر جدا، اتأخر لدرجة اني بدات المح له، انت ناوي ولا المفترض انت بتحبني ليه من الاساس، بس هو كان دايما بيتجاهل التلميحات دي، وكأن الجواز مش في قاموسه من الاساس.. وبدأ الخُطّاب يخبطوا على باب بيتنا بعد ما خلصت دراسة، وكأنهم مستنيين من زمن، وده لأن والدي كان رافض أي كلمة في الموضوع ده لحد ما اخلص تعليمي، وبدأت امارس هواية اختراع الحجج.. ده مش مرتاحة له وده كبير في السن وده دمه تقيل وغيره وغيره وكنت بحاول بقدر الامكان اظهر كل ده لوليد عشان يتحرك، حتى يفهمني هو ناوي على ايه، بس كان بيشجعني ارفض وبس، سنتين كاملين وانا برفض عرسان لحد ما علاقتي اتوترت جدا بأهلي في البيت وبالأخص بوالدي.. وبدأت فعلا اشوف الشك في عيونهم، وكنت عارفة ان الشك هيتحول من النظرات للسان وبعدها هيتطور لحد ما اتكشف، وقررت احط حد مع وليد، لأنه بقا مسبب ضغط رهيب ليا في حياتي.. كلمته يومها وقولتله انه لو مجاش يتقدملي انا هوافق بأقرب عريس يجيلي، وفوجئت بشخص بارد وكأني لا أعني له شيء، طريقته وصلتني اني انهار من البكاء، وقررت😭💔 وقررت وانا قلبي بيتقطع اني ابعد عنه.. ومرت الايام تقيلة جدا عليا لحد ما لقيت والدي بيقولي ان فيه شخص متقدملي، قالهالي وعنيه باصة جوايا تقريبا، عرفت انه هينفجر قريب اوي، شوفت الشاب وقولتلهم اني موافقة.. كان شاب باين عليه انه محترم اسمه أحمد وبيشتغل محاسب في شركة وشكله وسيم جدا، ومن أول يوم خطوبة بدأ أحمد يتودد ليا بكل الطرق، هزار ورسايل حب وهدايا، وكأنه عايز يجبلي حتة من القمر يقدمها ليا.. بس في المقابل كنت بقابل كل ده ببرود شديد ومعاملة جافة جدا، والغريب ان أحمد مشتكاش ولا اعترض، كان دايما بيلتمس ليا الف عذر، ومرت الايام وفوجئت بيهم بيحددوا ميعاد الفرح، واكتشفت ان كلها ست ايام وابقا زوجة رسمي.. معرفش ليه كان قلبي مقبوض وحاسة اني مش قادرة انسجم مع احمد بأي وسيلة من الوسائل، وكانت الصدمة لما لقيت رسالة جاية من وليد عبارة عن قصيدة شعر كلها اعتذار وندم.. قلبي وقتها اتنفض من مكانه، حنين على غضب على وجع، مقدرتش افسر اللي حاسة بيه غير اني اكتب بصوابع بتترعش: - للأسف جت متأخرة انا فرحي الخميس الجاي وقتها ظهرت أعراض الصدمة ورن عليا، حاربت نفسي كتير عشان مردش بس في النهاية رديت، واتنفض قلبي من تاني لما سمعت صوته، صوته اللي كان كله لهفة ووجع.. اعتذارات ومبررات كتير جدا قالها وانا كنت كل اللي بعمله اني بسمع منه وبس، لحد ما اقسم لي ان والدته مريضة سرطان وانه مكنش ينفع يتقدملي وهي في الوضع ده وانها ماتت من اسبوع واحد، وبدأت وصلة اقوى لما قالي انه ميقدرش يعيش من غيري وانه هيحارب الدنيا كلها عشاني واني لازم ارفض او هيجي يخطفني من بيتي.. كلامه رغم غضبه كان بينزل على قلبي زي المية الباردة في فم واحد عطشان، وعرفت اني ضعيفة جدا قدام وليد، وبدأت أدخل في دوامة هرفض ازاي.. روحت لوالدي ووالدتي وحاولت امهد لهم اني مش حابة احمد وحاسة انه مش مناسبني بس وقتها ابويا ثار ثورة رهيبة، حسيت اني لو قولت كلمة واحدة كمان هيقتلني، وعرفت اني لازم اسكت خالص.. وعدى يوم والتاني واتصل وليد من تاني، وحكيتله اللي حصل عشان يقولي: - اهربي وتعالي حسيت بصاعقة مسكت جسمي لما سمعت كلامه عشان يكمل ويقول: - تعالي نتجوز وشقة أمي موجودة ومحدش وقتها هيقدر يقربلك رفضت رفض قاطع وقفلت المكالمة، ولقيت نفسي ببكي، محتارة ومش عارفة انا ممكن اعمل ايه.. وعدى يوم كمان ويوم، وفوجئت بنفسي يوم الفرح والبيت بيتملي ناس وفستان الفرح جاهز، قفلت على نفسي باب الاوضة وفتحت النت، وفوجئت برسايل بالعشرات من وليد.. "هنت.حر وهيبقا ذنبي في رقبتك" "انا بحبك اوووي" "انا لسة عند وعدي ومستنيكي" وتلت قصايد شعر خلوا جسمي كله يسيب من بعضه.. ولقيته باعت فيديو لبنت في مسلسل بتهرب من فرحها بفستانها وشغالة اغنية بتقول اننا لازم نختار بنفسنا ومنضيعش عمرنا مع ناس مبنحبهمش.. وفضل لاكتر من نص ساعة بيتصل وانا جسمي بيترعش وخايفة ارد، بس في النهاية رديت، رديت وانا ضعيفة ومش قادرة انطق عشان يقول: - تعالي وهنتجوز والله ومش هخلي حد يقرب منك، وبعدها اهلك هيوافقوا بيا والحياة هتبقا جميلة، اوعدك نصف ساعة تانية ولقيت نفسي ببكي وبلومه، بس هو أقسم لو مروحتش ليه دلوقتي هيجي وهيقلب الفرح لعزاء وانه مش هيتخلى عني.. وبدون وعي لقيت نفسي بلبس وبتسحب وسط الزحمة وكأني نازلة اجيب حاجة، لحظات بس ولقيت نفسي على الشارع برة وبتصل على وليد، قولتله انا مش عارفة انا عملت كدا ازاي. واني خايفة جدا عشان يطمني اكتر ويديني عنوان شقة والدته، وطلب مني اقفل تليفوني خالص.. كنت بترعش، خايفة، وفي نفس الوقت حاسة بشغف وفرحة عشان هشوف وليد، وفعلا وصلت لعمارة قديمة وطلعت للدور الرابع، وفتحلي وليد.. وفجأة اول ما شوفته نسيت كل حاجة، كنت هموت واترمي في حضنه بس مسكت نفسي ودخلت الشقة، اول كلمة قالها: - وحشتيني اوي اوي ابتسمت وقولتله: - انا خايفة اوي لقيته بيقرب مني وبتتحول عنيه لنظرة غريبة عمري ما شوفتها قبل كدا، نظرة خلت قلبي يترعش وجسمي يرجف، كلمته بصوت متلعثم: - مالك يا وليد - انتي - انا ايه ؟ - وحشتيني اوي قالها ولقيت واحد بيتحول، بيهجم عليا بقوة وكأنه اتحول لكلب مسعور، صرخت وقولتله: - هصرخ وهفضحك ابتسم ابتسامة شيطانية وقال: - هتفضحي نفسك لأنك في بيتي وهتفضحي ابوكي يا عروسة ياللي فرحك انهاردة دموعي نزلت مني وقولتله: - ليه بتعمل فيا كدا يا وليد - عشان الجسم ده اتمنيته كتيررر اوي اوي وكان استحالة يروح لحد تاني وقبل ما استوعب صدمتي لقيته زقني وقعني في الأرض، وبعدها سواد، خربشة، تقطيع، انفاسي بتضيق وهدومي بتتقطع.. وقت طويل جدا عدى عليا وانا مرمية زي الحيوان في الأرض وهو مش راحمني، وكأنه بينتقم مني بكل الطرق، في النهاية فقت، واستوعبت اللي انا فيه، كنت مرمية في الأرض عريانة وهو قاعد بيدخن سيجارة وقاعد بيبصلي بابتسامة سخرية.. قمت من مكاني وانا منهارة في البكاء، لبست هدومي قدامه وهو بيبصلي بصات مقززة وطلعت اجري من المكان كله، ووانا على السلم سمعته بيقول: - على فكرة يا عروسة دي مش شقتنا، دي شقة مأجرها ليلة واحدة عشان لو حبيتي تيجي تاني بلغيني قبلها، وللعلم انا مصورك عشان لو قولتي لأهلك عليا هفضحكوا بصتله بغل وقهر ونزلت اجري في الشارع، في الوقت ده كان المطر شغال والناس بتدخل بيوتها، واستوعبت حجم الكارثة اللي انا فيها، انا في الشارع ومش عارفة هروح فين وهاجي منين.. قعدت على الرصيف تحت المطر وبكيت، بكيت بقلب مفطور، صدمة وقهر ووجع وخوف، تخيلت اهلي دلوقتي وهما قالبين عليا الدنيا وشكلهم قدام الناس، انا استاهل، استاهل.. وقتها بس لمعت في عنيا فكرة، الحل من كل ده، بصيت لعربية جاية سريعة ووقفت، ولقيت نفسي ببتسم وبرمي نفسي قدامها.. استنيت احس بالعجل بيدوس عليا، بحاجة بتكسر عضمي بس كل اللي سمعته صوت فرامل قوية وواحدة بتنزل تجري عليا بعد ما العربية تفادتني بصعوبة شديدة.. قومتني من الأرض وحاولت تستفهم انا عملت كدا ليه، بس كنت صامتة، فاقدة النطق، ركبتني العربية وكان معاها جوزها وخدوني معاهم البيت.. وهناك كنت عاملة زي التايهة، الراجل كان صامت والست عمالة تقولي حرام اني اقتل نفسي وان اي مشكلة ليها حل، بس انا مكنتش قادرة انطق بكلمة، جبتلي لبس وطلبت مني انام في شقتهم وبكرة يحلها ربنا.. ومعرفش نمت ازاي بس نمت، وتاني يوم قعدت معايا الست وجوزها، وفضلوا كتير يتكلموا بكل لطف عشان انهار في النهاية واحكي كل حاجة بالتفصيل، الست تفهمت الموضوع وقالتلي "متخافيش" ووسط دموعي فوجئت بالراجل بيتكلم في.... في تليفوني انا وبيقول: "بنتك عندي يا حاج بس توعدني انك متعملش فيها حاجة لو عايزني اقولك العنوان" وقتها صرخت وحاولت اهرب من شقتهم بس الست مسكتني بقوة وقالتلي: - متخافيش والله ما هنسيبه يعملك حاجة، وهنسلمك لوالدك بمحضر شرطة كمان عشان يتعهد انه ميعملش فيكي حاجة ودخلت جوة مع الست وانا بتنفض من الخوف، كلمتني كتير عن ان اللي عملته ده غلط كبير وانه حرام و و و بس انا مكنتش محتاجة كلمة لوم او عتاب، انا عارفة اني غلطانة، وبعد ساعة جه ابويا، وسمعت صوته برة مع جوز الست، وطلب الراجل من ابويا انه يمضي تعهد انه ميعملش فيا حاجة او هيبلغ الشرطة، ابويا قاله هاتها يابني وشكرا انك حفظت بنتي.. وحكاله الراجل اني صغيرة وان فيه حد ضحك عليا ولازم نحل المشكلة بالهدوء، في النهاية لقيت نفسي مع ابويا في تاكسي ومروحين، ابويا اللي اقسم بالله شوفته وكأنه كبر عشرين سنة، كأنه عجز في يوم وليلة، كان ماشي جمبي منحني مش قادر يرفع راسه، ابويا اللي طول عمره صخرة وبيمشي رافع راسه اتكسر، اتكسر بسببي.. رجعت بيتنا وهو صامت مبيتكلمش، وقتها لقيت جوزي اللي كتب كتابي عليا في بيتنا مستني ابويا، بصلي بعدم فهم وقال لابويا بغضب: - انا من حقي افهم الهانم كانت فين ياعمي ابويا بكل نبرة انكسار قاله: - حقك عليا يابني، طلقها ومتفضحناش قلبي كان بينزف دم وانا شايفة ابويا مكسور مش قادر يبص في عنيه، أحمد بصله وقتها وقاله: - انا ابنك يا حاج، احكيلي اللي حصل يمكن اساعدك وبكل كسرة ابويا قاله: - بنتي عيل ضحك عليها وراحتله يوم فرحها وفضحتنا وقتها بصلي أحمد بصة ذهول، فضل واقف اكتر من دقيقتين مبينطقش، بصلي وبص لابويا كتير وفي النهاية ابتسم ابتسامة قهر وقال: اضغط متابعة القراءة - انا مش هطلقها دلوقتي يا حاج، انا ابويا مات وعاشرتكم شهور وكنت بعتبرك ابويا، وولا عاش ولا كان اللي يكسرك قدام الناس، احنا هنعمل دخلة انهاردة وبعد شهر هطلقها عشان شكلك قدام الناس ابويا بصله وبكى، ابويا بكى عشان يروح أحمد يبوس على دماغه ويقوله: - انا هقول للناس انها عملت حادثة وهي رايحة الكوافير وان ربنا سترها ومتقلقش الناس هتصدق لان الفرح هيتعمل وانا موجود امي وقتها باست على راسه وقالتله: - ربنا يسترك يابني بس كان لازم اتعاقب، اتعاقب بحاجة تخليني أعيش ميتة، لان بعد اسبوع واحد من الفرح ابويا مات، مات بعد ما دخل المستشفى وجتله أزمة قلبية، وكنت عارفة انه مات بسببي، وقتها بس رجعت لربنا، ندمت ودعيت لابويا كتير، جوزي بعد شهر رفض يطلقني وقالي انه هيكمل معايا عشان خاطر الراجل اللي مات.. الراجل اللي هعيش بذنبه طول عمري، واللي هفضل اقول طول عمري للبنات متصدقوش اي شاب طالما مجاش من باب البيت، ادعولي وسامحوني، سامحني يا بابا.. بقلم: أحمد محمود شرقاوي صلوا علي النبي صلي الله عليه وسلم♥