اليتيمان (قصة واقعية حدثت في سوريا)
ما أختها “فين إنتِ يا حبيبتي؟ تعالي يا عيني” وعاد الصوت يزمجر في الدار: “ألا تسمعين أختك تبكي؟ انظري الذي تريده فهاتیه لها، هل أنتِ خرساء؟ قولي ماذا تريد؟” فأجابت المسكينة بصوت خائف: “إنها تريد الشكولاته”، “ولماذا تبقين واقفة مثل الدبة؟ اذهبي فأعطيها ما تريد”، فوقفت المسكينة ولم تدري کیف تُبين لها أن القطعة الباقية هي لها، لقد اشترى أبوها البارحة لوحاً من الشكولاته أعطاه لابنته الصغيرة فأكلته وأختها تنظر إليها، فتضايقت من نظراتها فرمت إليها بقطعة منه كما يرمي الإنسان اللقمة للقطة، وأخذت المسكينة القطعة فرحة، ولم تجرؤ أن تأكلها أمامها فخبأتها، وصارت تذهب إليها كل ساعة فتراها وتطمئن عليها، وغلبتها شهوتها مرة فقضمت منها قضمة بطرف أسنانها، فرأتها أختها المدللة فبكت تريد الشكولاته؛ “يا حيوانة فين الشكولاته؟” فسكتت، ولكن الصغرى قالت: “هناك يا ماما عندها، أخذتها الحيوانة مني” واستاقت المرأة ابنة زوجها كما يُساق المتهم إلى التحقيق، فلما ضُبطت متلبسة بالجرم المشهود، ورأت خالتها الشكولاته معها، حلَّ بها البلاء الأعظم… “يا سارقة يا شيطانة، هكذا علمتك أمك، تسرقين ما ليس لك؟” وكان ماجد يتحمل كل شيء إلا الإساءة إلى ذكرى أمه، فلما سمعها تذكرها لم يتمالك نفسه أن صاح بها: “أنا لا أسمح لكِ أن تتكلمي عن أمي”، “لا تسمح لي؟!
لتكملة القصة اضغط على الرقم 5 في السطر التالي 👇